تأجير الرحم في الصين: أسباب منعه قانونيًا ونظرة الشعب له-رادينا للسلامة

عد موضوع تأجير الأرحام في الصين من جملة المواضيع التي تم النقاش حولها بكثرة في السنوات الأخيرة. لكن لا يزال هناك قانون في إحدى المناطق الرمادية على الرغم من أنّ ارتفاع نسبة المطالبة بهذه الطريقة لعلاج العقم في الصين، إلا أنّ سياسات الدولة الصارمة حدت من التوصل لتحقيق هذا المطلب.

في الصين، يعتبر تأجير الرحم التجاري غير قانوني رسميًا، لكن من الناحية العملية، أدى هذا الموضوع إلى طرح القضايا الحقوقية، الأخلاقية والإجتماعية المتعددة في هذا المجال؛ بدءًا من الوضع القانوني للطفل وصولًا إلى تحديات الأبوين البيولوجيين في سبيل الاعتراف قانونيًا وبشكل رسمي.

سنبحث في هذا المقال الوضع الحالي لعملية استئجار الرحم في الصين، الثغرات القانونية واختلافها مع الدول الأخرى، لنتمكن من نقل صورة واضحة عن هذا الأمر.

هل يعدّ تأجير الرحم في الصين قانوني.

كما أشرنا في المقدمة، يعد اعتماد طريقة الرحم البديل في الصين أمرًا ممنوعًا في الوقت الحالي. في سنة 2001 تم إقرار هذا القانون في الصين وتم تعميمه على جميع مراكز علاج العقم، إذ لا يمكن استخدام هذه الطريقة في العلاج. السبب الرئيسي في وضع هذا القانون هو الوقاية من الإستغلال، التجارة بالأطفال وبالتأكيد بهدف دعم حقوق المرأة. وبسبب هذا النظام انتشرت أسواق الأرحم المؤجرة بصورة مخفية وغير قانونية في هذا البلد بهدف الاستعانة بالأرحام المستأجرة في سبيل تلقي العلاج.

هل يعدّ تأجير الرحم في الصين قانوني.

سبب رغبة الأزواج بطريقة تأجير الرحم في الصين

يطالب الأزواج من الشعب والأجانب بعملية استئجار الرحم مع وجود قانون يمنع ذلك في الصين. ولهذا الأمر أسباب عدة.

إرتفاع نسبة العقم في الصين

تشير الإحصاءات الرسمية في الصين أن نسبة العقم إرتفعت إلى أكثر من 15%. ولهذا الأمر عدة أسباب منها تغير نمط الحياة، المشاكل الصحية، نمط الحياة المليء بالضغوطات والتوتر وارتفاع سن الزواج. هذا الأمر جعل الكثير من الأزواج العقيمين يطالبون بطريقة العلاج عبر تأجير الرحم.

إرتفاع نسبة العقم في الصين

سياسات المجتمع

كانت الصين ملتزمة بثقافة الولد الواحد حتى السنوات الأخيرة. أما اليوم، فإنّ هذه الدولة تواجه أزمة شيخوخة وانخفاض في عدد السكان. لهذا بدأت تشجع الأزواج على الإنجاب. وقد أثر هذا الأمر على أفراد المجتمع بطريقة أو بأخرى مما جعلهم يسعون لإنجاب المزيد من الاطفال وبأي طريقة ممكنة.

عدم وجود إشراف دقيق على القانون في بعض المناطق

هناك في بعض المحافظات وخاصة المناطق الأقل توسعًا، إشراف أقل عملية تأجير الرحم. وهذا الأمر جعل السماسرة في الصين يأخذون راحتهم أكثر في التسويق لهذه الطريقة العلاجية واعتمادها.

إستغلال النساء هو السبب الرئيسي للمخالفين

من الأسباب الأساسية لمعارضة الرحم البديل هي أنّ أكثر النساء يقومون بهذه العملية تطوعيًا بسبب فقرهم وجهلهم. ويؤمن المعارضين أنّ هذا الأمر هو استغلال لفقر وأجور النساء المنخفضة. حتى أنّ بعضهنّ لا يدركن ما الذي ينتظرهنّ بشكل كامل. أحيانًا تقوم النساء بقبول هذا الأمر بعد سماعهنّ الكثير من الوعود الجميلة والمال الكثير، ثم يواجهن ظروفًا صعبة يندمن من بعدها.إستغلال النساء هو السبب الرئيسي للمخالفين

حضانة الطفل بعد الولادة

ومن منطلق أنه لا وجود لقانون يدعم الطفل الذي جاء عن طريق الرحم المستأجر، لا نجد مصيرًا واضح فيما يخصّ بحضانة الطفل. في بعض الأحيان تمتنع الأم البديلة عن تسليم الطفل لأبويه البيولوجيين. وفي بعض الحالات وخاصة بين الأزواج الأجانب يندم الزوجان في منتصف الطريق ولا يستلمان الطفل. ولأنّ هذا العمل ليس قانونيًا في الصين، لا يوجد أي عقد مبرم يضمن وعود الأطراف.

نظرة المجتمع الصيني لعملية تأجير الرحم

يوجد في الصين ما بين داعم ومعارض لهذه الطريقة العلاجية بسبب منع تطبيقها قانونيًا. فمن ناحية يعتبر البعض أنّ هذه طريقة حديثة للأزواج الذين يحلمون بإنجاب طفل. ومن ناحية أخرى يعتقد البعض أنّها طريقة غير أخلاقية وتؤدي إلى استغلال المرأة وجسدها. إضافة إلى ذلك، يؤمن المخالفين أنّ هذه الطريقة تسهّل استغلال الفقر والظروف المالية الصعبة للنساء.

نظرة المجتمع الصيني لعملية تأجير الرحم

مقارنة عملية تأجير الرحم بين الصين وإيران

ولأنّ عملية استئجار الرحم ممنوعة قانونيًا في الصين، يلجأ الكثير من الأزواج الصينيين العقيمين للسفر إلى بلدان أخرى من أجل الوصول إلى هذه الطريقة العلاجية. وبسبب القوانين الصعبة، الرقابة المتشددة من قبل الدولة على خدمات الإنجاب، المواجهة الحاسمة مع المراكز غير القانونية والمخفية صاحبت عملية الرحم المؤجر في الصين المخاطرة كبيرة، والتكاليف المخفية وغياب الرقابة القانونية 

في المقابل، تعد إيران واحدة من الدول الإسلامية التي تعترف بعملية استئجار الرحم رسميًا وبصورة قانونية وفي ظل الرقابة الشرعية والقضائية. يتم في إيران إبرام العقد مع الأم البديلة ضمن إطار قانوني معتبر، وللزوجين الحق الكامل بامتلاك الجنين، المحرمية والنسب القانوني ويتم إجراء هذه العملية بتكاليف أقل بكثير من دول الغرب.

 

إذا كنتم تبحثون عن دولة بديلة مضمونة من الناحية القانونية والدينية، وأيضًا مناسبة جدًا من ناحية التكلفة، فإنّ إيران تعتبر واحدة من أفضل الخيارات في المنطقة وحتى في العالم اجمع.

الخلاصة

وفق القانون الذي تم التصويت عليه سنة 2001 في الصين، تعد عملية الرحم البديل في الصين ممنوعة رسميًا. بالطبع، يتم إجراء هذه العملية العلاجية بصورة مخفية وغير قانونية في ظل ضعف الرقابة الكافية وانتشار السوق السوداء. كما وأن آراء الناس تنقسم في هذا الخصوص. فالبعض يعتبر أنها استغلال لجسد المرأة والبعض الآخر يوافق عليها ويدعمها.

الأسئلة المتداولة

هل يعد تأجير الرحم في الصين قانوني؟

كلا، القيام بهذه العملية مخالف للقانون من الصين ولا يسمح لأي مركز أو مشفى بإعتمادها.

ما هو رأي الشعب الصيني بطريقة تأجير الرحم؟

هناك اختلاف كبير بين آراء الناس في الصين بخصوص هذا الموضوع. فالبعض لا يزال متردد بشأنها، والبعض الآخر يعتبرها طريقة علاجية حديثة ومقبولة وهناك من يرفضها رفضًا قاطعًا.

ماذا يفعل الأزواج الصينيين ليتمكنوا من اعتماد طريقة الرحم المؤجر؟

مع وجود قانون يمنع عملية تأجير الرحم، يتم القيام بهذا الإجراء بطريقة مخفية وغير قانونية. أيضًا، يسافر الكثير من الأزواج الصينيين إلى الدول المجاورة مثل تايلند وجورجيا من أجل الحصول على هذه الخدمة.

لم يتم تسجيل تعليق

اترك تعليقا