الدليل الطبي والقانوني والعملي الشامل لتأجير الرحم خلال فترة الحمل

تعد طريقة تأجير الرحم واحدة من أحدث طرق علاج العقم. ويتم خلال هذه العملية أخذ الحيوانات المنوية من الزوج والبويضات من الزوجة ومن ثم تخصيبها مخبريًا. بعد ذلك يتم نقل الجنين الذي تشكل إلى رحم الأم البديلة ليحدث الحمل ويستمر لفترة تسعة أشهر. تناسب هذه الطريقة الأزواج الذين لم يتمكنوا من الحمل أو الاحتفاظ بالجنين لأسباب مختلفة. في هذه المرحلة، يجب على الأم البديلة القيام بإجراءات طبية، نفسية وقانونية مختلفة حالها كحال أي امرأة حامل اخرى وربما أكثر منها. إذا كنتم تسعون للإنجاب عبر طريقة الرحم البديل، إبقوا معنا حتى نهاية المقال.

خصائص المرأة الحامل

قبل الانتقال لموضوع الرعاية اللازمة خلال فترة الحمل بواسطة الرحم المستأجر، علينا معرفة الخصائص الطبية التي يجب على الأم البديلة أن تتمتع بها والإجراءات التي عليها القيام بها. إذ يجب أن يكون عمرها ما بين 21 و42 سنة، وان تكون قد خاضت تجربة ولادة طبيعية ناجحة واحدة على الأقل. ان تكون حالتها الصحية طبيعية ومناسبة، وأن لا تعاني من أمراض مزمنة مثل ضغط الدم الشديد، السكري غير المنضبط، الصرع، الإيدز أو بقية الأمراض الخطيرة. وفي حال استيفائها الشروط المذكورة، يتم إجراء فحوصات مثل اختبار الدم والبول، الصورة الموجات فوق الصوتية للرحم. ومن ثم يتم إعطاء المراة المتطوعة ادوية خاصة لتحفيز المبايض ونقل الجنين إلى الرحم. وتكون بعض الاعراض مثل ألم أسفل البطن أو النزيف طبيعية بعد عملية نقل الجنين إلى داخل الرحم.

الرعاية الطبية للسيدات خلال فترة الحمل بالرحم البديل

بعد الانتهاء من عملية الـ IVFونقل الجنين إلى رحم الأم البديلة، يجب عليها القيام بعدة إجراءات مختلفة خلال فترة حملها. وتتشابه إجراءات الرعاية الطبية لهذه السيدة مع بقية الحوامل. إذ يجب على المرأة الحامل المتابعة مع الطبيب بانتظام. بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الدورية مثل قياس صغط الدم، التحقق من وزن الجنين، إختبار السكري وبروتين البول. كما يجب عليها التحقق من نمو الجنين، وضعيته، وأحيانًا التشوهات المحتملة من خلال صورة الموجات فوق الصوتية في الثلث الاول والثاني والثالث من الحمل. بالإضافة إلى تناول الادوية الهرمونية الموجودة في بروتوكول الـ IVFالموصوفة من قبل الطبيب بدقة. ولا ننسى أنّ تناول الفوليك أسيد، الفيتامين دي، الكالسيوم بالجرعة والمعدل المطلوب من قبل الطبيب أمر ضروري. وفي حال ملاحظة أي علامات غير طبيعية كالنزيف، الالم الشديد أو ضعف في حركة الجنين يجب مراجعة الطبيب فورًا.

نصائح التغذية ونمط الحياة السليم

إلى جانب التوصيات الطبية المذكورة في الأعلى، يجب على المرأة الحامل الإلتزام بنمط حياة صحي حتى تقضي فترة حمل مريحة بدون مشاكل.

• يزداد وزن المرأة الحامل من خلال تأجير الرحم من 10 إلى 14 كيلو غرام تقريبًا. لذا يجب عليها مراقبة زيادة الوزن المرتفعة.
• يجب على المرأة الحامل تناول من 70 إلى 80 غرام من البروتين يومًا لأنه ضروري من اجل نمو أنسجة الجنين ودعم الجهاز المناعي للأم.
• يساعد تناول الخضروات الطازجة، الحبوب الكاملة، الفواكه والمواد الغذائية التي تحتوي على الألياف على تحسين الهضم والوقاية من حدوث الإمساك بشدة.
• من الأفضل أن تمتنع المرأة الحامل عن تناول الأطعمة المصنعة، الدهون، الوجبات السريعة، الحلويات للوقاية من الإصابة بسكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم. 
• يساعد تناول الفوليك أسيد بجرعة لا تقل عن 400 ميكروغرام على الوقاية من إصابة الجنين بالتشوهات العصبية.
• يجب أن تحصل الحامل على الاستراحة الكافية وأن تنام بمعدل لا يقل عن 8 ساعات خلال اليوم.
• تساعد ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي واليوغا مع استشارة الطبيب على تحسين الدورة الدموية وتقليل التوتر.
• يجب على الحامل الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول.
• من المهم جدًا الاهتمام أيضًا بالعناية الصحية الفردية والامتناع عن الاحتكاك بالأشخاص المرضى.



التحقق من المخاطر الشائعة في حالة الحمل بتأجير الرحم

يجب على المراة المتبرعة وقبل الإقدام على أي عمل التعرف على أعراض ومخاطر الحمل بالرحم البديل. تشير التحقيقات إلى أن هذه الحامل تتعرض لمخاطر الحمل أكثر بكثير من السيدة التي تحمل بشطل طبيعي. ومن المحتمل إصابتها بسكري الحمل وزيادة حجم الدم. وتزيد نسبة تعرضها للولادة المبكرة قبل الأسبوع 37 إلى 1،79% تقريبًا بالمقارنة مع بقية الحوامل. كما وتتعرض المرأة الحامل بالرحم المستأجر للإصابة بالنزيف بعد الولادة اكثر من غيرها.

الدعم النفسي للمرأة الحامل

تحتضن المرأة الحامل الجنين لمدة تسعة أشهر في أحشائها. وفي العادة تتحدث السيدات مع الطفل وهو في بطنها فتنشأ بعد فترة علاقة ورابط قوي بينها وبينه. وقد يتسبب هذا الامر بتعرضها لضرر نفسي كبير عندما تقوم بتسليمه لأبويه البيولوجيين بعد ولادته. ومن هنا يفضل أن تحصل المرأة الحاضنة على جلسات إستشارية منتظمة لتتمكن من التحكم بتوترها واضطرابها وعاطفتها، وبالتالي يكون الإنفصال عن الطفل بعد ولادته أكثر سهولة بالنسبة لها.

من ناحية أخرى، لا يزال هذا النوع من العلاج غير مقبول بشكل كامل في إيران والكثير من دول العالم ويعارضه الكثير من الأشخاص. لذلك، قد تتعرض الأم البديلة للضغط النفسي، الإجتماعي والعائلي الكبير. وفي هذه الحالة تكون الجلسات الإستشارية والتحدث مع استشاري متخصص مساعدة جدًا في السيطرة على هذه الأوضاع. من الأفضل حصول المرأة الحامل خلال هذه الفترة على دعم أفراد العائلة، الأصدقاء والمقربين وأن لا تقضيها بمفردها.

انقر للمزید: التحديات والرعاية النفسية للأم البديلة خلال فترة الحمل

المسائل القانونية وعقد تأجير الرحم خلال فترة الحمل

كما تعلمون يختلف الحمل بواسطة تاجير الرحم عن الحمل الطبيعي بشكل كبير جدًا. لذا يجب على الزوجين إبرام عقد شامل وكامل مع الام الحاضنة، إذ يجب أن يضم هذا العقد كافة الزوايا القانونية المختلفة لمرحلة الحمل.

فيجب إبرامه بطريقة تتحدد فيه كافة التكاليف المدفوعة لرحلة العلاج بشكل كامل. على سبيل المثال، قد يرغب الزوجان بمرافقة الحامل في كافة المراحل الطبية وأن يدفعا تكاليف العلاج بنفسهما. وقد يُدوّن في العقد دفع كافة التكاليف للأم البديلة لتصبح مسؤولة عن دفعها بنفسها. وتتضمن بعض العقود إبراز المرأة الحامل الوثائق المرتبطة بالتكاليف المدفوعة لتحصل عليها مع مرور الوقت.

وهناك موضوع آخر وهو اتخاذ القرار فيما يخص أوقات الطوارئ. فقد تقع مشاكل بشأن أمور غير متفق عليها مسبقًا بين الزوجين والمرأة الحاضنة خلال فترة الحمل. لذا يجب ذكر هذه الظروف قدر الإمكان في العقد. أيضًا يمكن ذكر مرجع محدد في العقد بحيث يتم اللجوء إليه في حال وقوع أي مشكلة لم تذكر في العقد.



الخلاصة

تعتبر مرحلة الحمل بالرحم البديل حساسة جدًا من الناحية الطبية، القانونية والعاطفية. ومن هذا المنطلق يجب على المرأة المتطوعة والأبوين البيولوجيين للطفل مراعاة الامور المختلفة. يجب كذلك مراعاة مسالة الرعاية الطبية، تناول الادوية بشكل دقيق وكامل، اعتماد نمط حياة صحي، التعاون الكامل بين الزوجين والام الحاضنة ويشمل ذلك الأمور المتعلقة بامتلاك رحلة حمل صحية وسليمة.

تأجير الرحم

الأسئلة المتداولة

1.كم مرة يجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب خلال الحمل؟

عادةً، يجب على الحامل زيارة الطبيب بانتظام مرة كل أربعة اسابيع حتى الأسبوع الـ28. بعد ذلك يفضل مراحعة الطبيب مرة كل اسبوعين.

2.هل من الضروري المتابعة مع استشاري خلال فترة الحمل؟

يجب الالتزام بهذا الامر إذا كان مذكورًا في العقد. إذا يساعد الحصول على جلسات استشارية على التقليل من قلق، اكتئاب المراة الحامل وتخطيها تحديات هذه المرحلة.

3.هل يستطيع الزوجين أو الأم البديلة إلغاء العقد خلال فترة الحمل؟

في العادة، يكون من الصعب إلغاء العقد بعد حدوث الحمل ويترتب على ذلك مشاكل كبيرة. في حال وقوع مشاكل تجبر احد الأطراف على إلغاء العقد، يجب أن يتم ذلك برضا الطرفين.

4.على عاتق من تقع مسؤولية دفع تكاليف العلاج خلال فترة الحمل.

يجب ذكر هذا الامر بدقة في العقد المبرم، لكن عامًة يكون الأبوين البيولجيين مسؤولين عن دفع كافة التكاليف.