تأجير الرحم والوراثة: هل يتأثر الحمض النووي ومظهر الطفل؟
علاج العقم
عندما يواجه الزوجين الحالمين بالإنجاب مشاكل مثل الإجهاض المتكرر أو فشل الإنغراس في بداية الحمل، ويخبرهما الطبيب بأنّ طريقة تأجير الرحم هي الحل الوحيد للإنجاب، ينتابهما قلق عارم وتدور في رأسيهما الكثير من الأسئلة: هل سيكون الطفل الذي سيكبر في رحم امرأة أخرى إبننا البيولوجي؟ هل سيشبهنا أم سيشبه الأم البديلة؟ هل ستنتقل إليه الأمراض الوراثية والحمض النووي من الام الحاضنة؟ سنجيب في هذا المقال عن الأسئلة المطروحة حول الآثار الظاهرية والباطنية للحمل بالرحم البديل.
شكل العلاقة الوراثية بين الجنين والام البديلة
يعدّ نوع العلاقة الوراثية بين الجنين والأم الحاضنة الشيئ الذي يحدد إلى أيّ مدى تؤثر خصائص حمضها النووي على الطفل. وفي حالة حصول التبادل الوراثي الكامل بين الأم البديلة والجنين، ففضلًا عن التأثير النفسي والروحي يمكن رؤية تغيير في الوجه والسمات الظاهرية للطفل بحسب خصائص المرأة المتبرعة بالرحم. أما في حال وجود صلة وراثية جزئية، فإنّ تسلسل الحمض النووي للجنين لن يتأثر بالحمض النووي للأم البديلة بأي شكل من الأشكال وسيقتصر تأثيرها عليه من الناحية العاطفية لفترة قصيرة بسبب ما ستعيشه خلال فترة التسعة أشهر من الحمل.
/62_1757137056_large.webp)
التبادل الوراثي الجزئي
المقصود من التبادل الوراثي الجزئي في الحمل بطريقة الرحم البديل، الحمل الجنيني في رحم الأم البديلة الذي تشكل مخبريًا نتيجة تلقيح الحيوان المنوي للزوج ببويضة الزوجة (الأبوين الحقيقيين). وفي هذه الحالة، يرث الطفل 50% من الخصائص الوراثية لصاحبة البويضة (الأم) و50% من خصائص صاحب الحيوان المنوي (الأب). ويستفيد الجنين المتشكل بعد انغراسه ونموه في رحم الام الحاضنة من الظروف البيئية فقط والتي تشمل تأثيرات مثل صلة الدم، أخذ الغذاء من الطعام، تأثير الادوية التي تتناولها والتبادل ذو الاتجاهين للخلايا الجنينية بمعدل لا يُذكر.
التبادل الوراثي الكامل
في حالة التبادل الوراثي الكامل بين الأم البديلة والطفل، يتم استخراج البويضة من الأم الحامل لتلقّح مخبريًا بالحيوان المنوي للرجل. في هذه الحالة وفضلًا عن علم الوراثة فوق الجينية تصل خصائص الحمض النووي الخاص بالأم البديلة إلى الجنين وتخلق شبهًا ظاهريًا ووراثيًا. في الطريقة التقليدية التي لم تعد شائعة، يوجد إمكانية لنقل الحيوان المنوي للرجل بشكل مباشر إلى رحم الأم البديلة عبر طريقة الـ IUI. بالتأكيد في بعض الأحيان، قد تكون البويضة وحتى الحيوان المنوي متبرع بهما من أشخاص آخرين وفي هذه الحالة ستكون الصلة الجينية بين الأم البديلة والجنين جزئية أيضًا.
مراحل التحكم بالسمات الوراثية في الحمل البديل
من مميزات الحمل بالرحم البديل يجب الإشارة إلى إمكانية إدارة والقضاء على المشاكل الوراثية الرئيسية، والتي يصعب التحكم بها في حالة الحمل الطبيعي. وبما أنّه يتم تلقيح الحيوان المنوي للزوج مع بويضة الزوجة مخبريًا ثم يتم نقل الجنين إلى رحم المرأة المتبرعة يمكن الحد من خطر ظهور تشوهات صبغية وغيرها من الأضرار طوال فترة الحمل أو أثناء الولادة مع مراعاة النصائح واتباعها. من أهم هذه النصائح نذكر التالي:
- اختيار الأم البديلة المناسبة
- اختيار أفضل الاجنّة
- إجراء الفحوصات الجينية
/52_1757137101_large.webp)
اختيار الام البديلة المناسبة
في حالة الحمل الطبيعي، قد لا تكون الزوجة على دراية بالمشاكل الرحمية والتشوهات الصبغية لديها أو لدى زوجها. وفي هذه الحالة ومع حدوث الحمل الأول سيكون هناك احتمال ظهور مشاكل لدى الجنين أو ولادته بأمراض وراثية حتى وإن قامت بمتابعة الطبيب خلال الحمل. أما بالنسبة للأم البديلة التي يجب أن تكون قد خاضت على الأقل تجربة حمل واحدة ناجحة وأن يكون سنها ما بين 20 و35 سنة وقامت بإجراء فحوصات متعددة من اجل استقبال الجنين وحمله في رحمها، فهذا الأمر سيرفع من معدل اطمئنان الزوجين وتأكدهم من الصحة الكاملة للرحم الذي سيحمل طفلهما لتسعة أشهر.
اختيار الأجنة الأفضل
خلال عملية سحب البويضات وأخذ الحيوانات المنوية من المرأة والرجل ومن ثم تخصيبها في المختبر، يتشكل دائمًا أكثر من جنين مما يسهل إمكانية فحصها ومقارنة حالتها لاختيار الأفضل من بينها. يقوم طبيب المختبر المسؤول باختيار الأجنة التي خضعت لانقسامات خلوية اكثر معيارية ووصلت إلى الحجم والشكل الأفضل، وبالتالي يرفع من معدل نجاح انغراس ونمو الأجنة بالشكل المناسب في الرحم البديل. وتقلّ في هذه الطريقة نسبة حدوث مخاطر كالإجهاض، ولادة جنين متوفي، ولادة طفل يعاني من نقص في الوزن الولادة المبكرة وغيرها...
إجراء الفحوصات الجينية
تعد فحوصات الوراثة الجينية واحدة من أهم المميزات الأخرى لطريقة تأجير الرحم إذ توفر إمكانية التحكم بالسمات الوراثية. وتقسم هذه الاختبارات على مجموعتين مجموعة ما قبل الانتقال ومجموعة ما بعد الانغراس، والتي تساعد على التقليل من خطر الإصابة بأمراض وراثية، المتلازمات الشائعة، الاضطرابات الخلقية وغيرها... ومع القيام بإجراء الفحوصات الجينية يمكن التخلص من الأجنة الضعيفة أو المريضة ونقل الأجنة السليمة والقوية إلى رحم الام الحاضنة. بالإضافة إلى إمكانية اختيار جنس الجنين المرجو.
/63_1757137144_large.webp)
الخاتمة
مع وجود مخاوف الزوجين وقلقهما من تأثر الطفل وراثيًا من الام البديلة وعدم تشابه وجهه بأمه الحقيقية، فلطالما أنّ البويضة والحيوان المنوي مأخوذة من الأبوين البيولوجيين من اجل الحمل بالرحم البديلن فلا يوجد إمكانية لحدوث أي تبادل بالحمض النووي وبالتالي لن يكون هناك أي تشابه ظاهري بين الام الحاضنة والجنين. أما في الظروف التي يضطر فيها الزوجين للاستعانة ببويضة الام البديلة أو بويضة اي متبرعة أخرى، عندها يمكن اختيار امراة تشبه الام الحقيقية حتى يحصلا على طفل يشبه والديه قدر الإمكان.
للحصول علی أي استشارة حول تأجير الرحم اتصل بنا
الأسئلة المتداولة
1.من يشبه الطفل في حالة الرحم البديل؟
بما أنّ الصفات الظاهرية تنتقل عن طريق الحمض النووي، فإنّ الطفل سيولد بملامح تشبه الأشخاص الذين أعطوا البويضات والحيوانات المنوية.
2.هل تتسبب العادات غير الصحية للام البديلة بإحداث تغيرات وراثية عند الطفل؟
من منطلق أنّ العادات السيئة مثل التدخين، شرب الكحول، المخدرات، الطعام الغير صحي، التعرض للسموم والمواد الكيميائية الخطيرة وغيرها يمكنها أن تحلق الضرر بالحمض النووي، فإنّ احتمال ولادة طفل يعاني من مشاكل وراثية موجود. لذا يجب على الام الحاضنة أن تتعهد بالابتعاد عن كافة العادات السيئة خلال حملها.
لم يتم تسجيل تعليق
اترك تعليقا