تأجير الرحم في مصر صراع المعتقدات الدينية والتقدم الطبي

تتصادم مصر التي تعدّ واحدة من أهم الدول الإسلامية في العالم مع الطرق الحديثة في علاج العقم ويعود السبب في ذلك إلى أنها دولة محافظة. وتواجه إحدى طرق علاج العقم ونقصد تأجير الرحم معارضة جدية فقهية وقانونية في هذا البلد.يعتبر أعمدة الدين الإسلامي كجامعة الأزهر والكثير من علماء أهل السنة أن استئجار الرحم مخالفة لأصول الشريعة؛ لأنّ هذه العملية تتسبب بختلاط النسب، ظهور شكوك حول الميراث ومشاكل معقدة في المحرمية.

من ناحية الحقوق أيضًا، لم يتم التصويت على قانون واضح حتى الآن لدعم أو تنظيم هذه الطريقة العلاجية في مصر. وفي النتيجة، لا تعد الاستعانة بأم بديلة بصورة رسمية غير رائجة فقط، بل ممنوع تطبيقها أيضًا تقريبًا.

سنتحدث في هذه المقالة، عن أسباب هذا الرفض من وجهة النظر الفقهية والقانونية، وسنبحث في سبب عدم إقرار مصر بطريقة تأجير الرحم رسميًا مع وجود التطور والتقدم الطبي.

هل تعتبر طريقة تأجير الرحم في مصر قانونية؟

الإجابة على هذا السؤال هي كلا! فعملية الرحم البديل في مصر غير قانونية في الوقت الراهن. بالتأكيد لا يوجد قانون وعقاب واضح للأشخاص الذين ينتهكون هذا النظام. في الواقع يكمن السبب الرئيسي في وضع هذا القانون وراء معارضة علماء المذاهب والدين في الدولة أكثر من كونه قانون مدني.

سبب معارضة علماء الدين لتأجير الرحم في مصر

يعتبر رجال الدين في مصر أنّ طريقة الأرحام المؤجرة لعلاج العقم مخالفة كليًا لأحكام الشريعة الإسلامية. ومن الأسباب التي دفعتهم لرفضها نذكر ما يلي:

·      إختلاط النسب هو واحد من الأسباب الرئيسية لمعارضة العلماء في مصر. يؤمن هؤلاء الأشخاص أنّ الطفل عندما يكبر في رحم أم بديلة ومن ثم تلده سيسبب ذلك اختلاط في النسب. لأنّه سيتم تسليم الطفل بعد ولادته لعائلة أخرى. 

·      يعد دور الأم في مصر مقدس جدًا. والناس في مصر يؤمنون أنّ الأم هي التي تنجب، لذا ستكون طريقة الرحم المؤجر مهينة لدور الأم.

·      يعتقد علماء آخرين أنّ هذه الطريقة العلاجية تشبه الزنا أو العلاقة الجنسية المحرمة حتى وإن لم يحدث أي علاقة على أرض الواقع.



رأي الشعب المصري بتأجير الرحم

وككثير من البلدان الأخرى ينقسم الشعب المصرب بنظرته للرحم البديل إلى فريقين. فمع وجود منع تام لهذه الطريقة في مصر، هناك من يؤيدها ويناشد بها. في الكثير من الحالات يقوم الأزواج المصريين باعتماد هذه الطريقة سرًّا داخل مصر أو يسافرون إلى خارج الدولة للقيام بها في بلد آخر. فيسافر الكثير من الأزواج المصريين إلى دول مجاورة مثل الأردن، لبنان وإيران من أجل هذه العملية.

النظرة التقليدية للعقم في مصر

ومن الأسباب الأخرى التي تدفع بالأزواج المصريين لاعتماد هذه الطريقة العلاجية، النظرة التقليدية للمجتمع الذي يشيد بالإنجاب. فيزيد الضغط الثقافي والتقليدي بشدة في هذا البلد من أجل الإنجاب. يتعرض الأزواج العقيمين للوم و الرفض من عائلاتهم من جهة ومن المجتمع من جهة أخرى. خاصة إذا كان العقم من المرأة. ففي هذه الحالة يكون الكثير من الأزواج على استعداد تام للقيام بأي عملية سواء أكانت قانونية أو غير قانونية من أجل الحصول على طفل.



ظروف الطفل بعد الولادة

وبما أن هذه الطريقة العلاجية ممنوعة في مصر، فإنّ إجراءها سيواجه مشاكل وتحديات كثيرة في هذه الدولة. ففي حال نشوب مشاكل بين الطرفين لن يكون هناك قانون ولا محكمة للتحقيق في الأمر. لذلك، من الممكن أن يتراجع أحد الطرفين عن موضوع الحمل في أي لحظة خلال هذه الرحلة وينسى العقد المبرم. أحيانًا تشعر الأم الحاضنة بالطفل داخل أحشائها فلا تقوم بتسليمه لأبويه البيولوجيين بعد ولادته.

مستقبل تأجير الرحم في مصر

في الوقت الراهن، يتمتع المعارضين الدينيين بالنفوذ والسيطرة في هذا البلد. وهذا ما يقتل الأمل باعتماد طريقة استئجار الرحم في مصر. بالتأكيد من الممكن أن يؤدي تطور العلوم الطبية في مصر والعالم إلى حدوث تغييرات جذرية وملفتة في هذا البلد.

الخلاصة

يُمنع اعتماد طريقة الأرحام المؤجرة في مصر بصفتها دولة إسلامية. أغلب الفقهاء المسلمين في هذا البلد يعتقدون أنّ هذه الطريقة العلاجية شبيهة بالعلاقة المحرمة وتؤدي إلى اختلاط النسب. ومع هذا الواقع لم يُسنّ قانون وعقوبة خاصة لمخالفي هذا القانون أيضًا.

الأسئلة المتداولة

1.هل تأجير الرحم في مصر قانوني؟

كلا، استئجار الرحم في مصر ممنوع ولا يحق لمراكز علاج العقم إدخال هذه الطريقة في برنامجها العلاجي.

2.ما هو رأي فقهاء مصر بعملية تأجير الرحم؟

أغلب فقهاء مصر يؤمنون أنّ استجار الأرحام هو أمر يشبه الزنا ويؤدي إلى اختلاط الأنساب. حتى وإن لم تحدث أي علاقة جسدية. لذا يعارض أغلب الفقهاء في مصر هذه الطريقة.

3.ماذا يفعل الأزواج المصريين حتى يتمكنوا من اعتماد هذه الطريقة؟

يسافر أغلب الأزواج المصريين إلى دول أخرى مثل الأردن ولبنان من أجل الحصول على هذه الخدمة العلاجية.