علم التخلق في تأجير الرحم: هل سيشبه الطفل الام البديلة؟


عندما تعجز الأم عن القدرة على الاحتفاظ بالجنين لينمو داخل الرحم طوال فترة الحمل، تكون طريقة تأجير الرحم هي السبيل الوحيد للإنجاب. لكن في بعض الأحيان يخطر هذا السؤال في الأذهان، من سيشبه الطفل المولود من الرحم البديل؟ هل ستتشابه ملامحه مع ملامح الأم الحاضنة أم لا؟ يتعلق موضوع التشابه بين الأم البديلة والطفل بمسألة هل تم الاستعانة فقط بالرحم البديل للحمل أم تم التبرع بالبويضات أيضًا؟ سنتناول في هذا المقال إحتمالات التشابه بين الطفل والأم الحاضنة.

كيف يتشكل وجه الطفل؟

تعتبر الخصائص الوراثية التي يأخذها من أبويه البيولوجيين العامل الأساسي لتشكل وجه الطفل وخصائصه الظاهرية. تؤثر ملامح وجه الأبوين والتي تشمل الأنف، شكل الشفتين والفك، المسافة بين العينين، لون العيون والجلد على وجه الطفل وراثيًا. إلى جانب ذلك، قد تتسبب بعض العوامل المحيطة خلال نمو الجنين في فترة الحمل وبعد ولادته وحتى مرحلة المراهقة بإحداث تغييرات في وجهه. لذا يرتبط ظاهر الطفل بالجينات أكثر من اي عامل آخر.

رحم اجاره‌ای و ژنتیک: آیا DNA و ظاهر کودک تحت تأثیر است؟
انقر للمزید: تأجير الرحم والوراثة: هل يتأثر الحمض النووي ومظهر الطفل؟

دور الأم البديلة في انتقال الخصائص الظاهرية

ينمو الطفل في رحم الام الحاضنة في عملية الإنجاب بالرحم البديل. وقد يتأثر ببعض خصائص الرحم. إضافة إلى أنّ مصدر توفير الأكسجين وتغذية الطفل تكون عن طريق دم المرأة الحاضنة. فضلًا عن ذلك، يمكن لبعض العوامل القابلة للتحكم بها مثل معدل التوتر، مستوى الهرمونات في جسم الام، البرنامج الغذائي خلال فترة الحمل، الامراض المحتملة والأدوية أن تؤثر على الخصائص الفيزيكية والجسدية للطفل والتي ستكون موضوع البحث فيما يلي.

دور الأم البديلة في انتقال الخصائص الظاهرية

صلة الدم

يتصل الجنين بالأم البديلة عن طريق الحبل السري ويصل إليه الدم عن طريقة حتى موعد الولادة. ومع هذا لا يوجد إمكانية لانتقال أية صفات وراثية من خلال هذا الأرتباط الدموي، وحتى فئة دم الام البديلة فهي لا تؤثر عليه. لذلك، لا يتغير وجه وصفات الطفل الظاهرية.

محيط الرحم

رحم الأم البديلة هو المكان الذي ينمو فيه الجنين حتى الولادة، ورغم أنه لا يلعب دورًا في التغيرات الجينية للطفل، إلا أنه قد يؤثر على كيفية التعبير الجيني. بمعنى آخر، يحمل كل طفل العديد من الجينات في خلاياه، وقد لا يُفعّل بعضها حتى نهاية حياته. ومع ذلك، تؤثر ظروف الرحم خلال الأشهر التسعة من الحمل على تنشيط أو تعطيل بعض الجينات، وتغيّر مظهر الطفل وفقًا للخصائص الموروثة من الوالدين الحقيقيين. ويتم فحص هذه التغيرات من خلال الاختبارات الجينية للرحم البديل.

العوامل الأخرى

من المستحيل أن يتشابه الطفل مع الام الحاضنة بطريقة الرحم البديل. أما معدل شبهه بأبويه فهو متعلق أيضًا إلى حدٍّ ما بالعوامل المحيطة القابلة للتحكم بها طوال فترة حمل الأم البديلة به. يؤثر النظام الغذائي خلال فترة الحمل وقلة أو زيادة الفيتامينات المأخوذة على نمو الجنين. تؤثر مستويات التوتر المرتفعة في جسم المرأة الحامل على الوظيفة الهرمونية للجنين ونموه العصبي. قد يؤثر تناول بعض الأدوية على إحداث تغيرات في طول، وزن أو اكتمال الأعضاء الداخلية للجنين.

عوامل أخرى في نقل خصائص المظهر

دور طريقة التخصيب في نقل الخصائص الظاهرية

في يومنا الحالي، يوجد أمام الأزواج العاقرين خياران لتخصيب البويضة والحيوانات المنوية في عملية الإنجاب عبر الرحم البديل. في الطريقة الأولى، عندما تكون بويضات الأم قوية وصحية ويقتصر سبب العقم على وجود مشاكل في الرحم، يتم استخدام بويضات الأم لإجراء التخصيب بالحيوانات المنوية للأب. أما في الطريقة الثانية، حيث تعاني فيها الأم من تشوهات رحميّة بالإضافة إلى ضعف أو فقدان في البويضات، يتم استخدام بويضات مُتَبرع بها من الأم البديلة أو من متبرعة أخرى.

دور طريقة التخصيب في نقل الخصائص الظاهرية

بويضات الأم

تحمل خلاية البويضة نصف الخصائص الوراثية بينما يحمل الحيوان المنوي النصف الآخر منها. إذا تم استخدام بويضات الأم والحيوانات المنوية للأب من اجل تخصيبها مخبريًا ونقلها بعد ذلك إلى رحم الأم البديلة، ستكون الخصائص الوراثية للطفل ومن ضمنها الظاهر والوجه مأخوذة من الأبوين البيولوجيين مئة بالمئة.

البويضة المتبرع بها

في حال التبرع بالبويضة للزوجين من أجل الإنجاب، ستتشابه الخصائص الوراثية التي تشمل ملامح الوجه مع المرأة المتبرعة بنسبة 50%. ويمكن أن تكون هذه المرأة هي الأم البديلة أو امرأة أخرى. في هذه الظروف يفضل العثور على متبرعة تشبه الأم أو كلا الزوجين إلى حد كبير من حيث الظاهر من اجل خلق تشابه قدر الإمكان بين الزوجين والطفل من الرحم البديل.

الخاتمة

مع التوجه لعدم الانتقال والارتباط الوراثي بين الجنين والأم البديلة، فإنّ احتمالية ظهور صفات وراثية مشابهة للأم الحاضنة وخاصة الصفات الظاهرية تصل إلى نسبة 0%. أما بالنسبة لتنشيط أو تعطيل الجينات بسبب تأثير العوامل البيئية والخارجية المعروفة بعلم ما فوق الجينات، يمكن ظهور بعض الخصائص الوراثية عند الطفل التي ما كانت لتظهر في حالة نموه في رحم الأم الحقيقية مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف رحم الأم الثانية وطريقة تغذيتها وسلامتها في مرحلة الحمل. ومع هذا، ستصل جميع الصفات من الأبوين البيولوجيين (اصحاب الحيوانات المنوية والبويضة) إلى الطفل بالوراثة.

الاتصال بنا

للحصول علی أي استشارة حول تأجير الرحم اتصل بنا

الأسئلة المتداولة

1.ما هو مصدر الخصائص الظاهرية للطفل؟

تعتبر الجينات مبدا ومنشأ الصفات الظاهرية لكل طفل. وهذه الجينات تكون موجودة داخل النواة الجنسية الأولية (بويضة الأم والحيوان المنوي للأب)

2.على أي خصائص جنينية يؤثر علم الوراثة اللاجينية؟

قد تؤثر الظروف البيئية أو علم التخلق المتعاقب على نمو دماغ، وزن الطفل وطباعه فقط، لكنها لا تؤثر أبدًا على التغيرات في ملامح وجهه وجماله الظاهري.

3.لماذا تتغير ملامح طفلي بعد عدة أيام من الولادة؟

يعتبر تغير وجه الطفل حتى عدة أسابيع أو أشهر من الولادة أمر طبيعي بسبب استمرار عملية النمو، ويستمر على هذا المنوال حتى يثبت على الشكل النهائي. لذا، لا يرتبط هذا الأمر بالحمل طبيعيًا أو من خلال الرحم البديل.

لم يتم تسجيل تعليق

اترك تعليقا