هل ينتقل الحمض النووي من الام البديلة إلى الطفل؟
علاج العقم
بما أنّ الـ DNA يعتبر العامل الأساسي لانتقال الصفات الوراثية عبر الأجيال، فمع كل مرة يولد فيها طفل يتسبب بتشكل الكثير من الخصائص الوراثية والعائلية لديه. أما في حالة الحمل بالرحم البديل، فيطرح هذ االسؤال نفسه، هل تنتقل جميع أو بعض المعلومات الوراثية من الأم البديلة إلى الطفل أم لا؟ وفي حالة انتقال هذه الشفرة الوراثية ما هي التغيرات التي ستحدث عند الطفل؟ وفي حال عدم انتقالها ما هو نوع الرابط الوراثي الذي سبقى بينها وبين الطفل؟ سنجيب في هذه المقالة عن هذه الأسئلة المطروحة.
تعريف الـ DNA
يعدّ الحمض الديوكسي ريبونوكليك أو الـ DNA الجزيء الأهم في الجسم، إذ أنه يتشكل من سلسلة حلزونية مزدوجة تحفظ داخلها كافة المعلومات والأوامر الوراثية الضرورية للنمو، التطور، الاداء السليم والتكاثر. تتواجد خيوط الحمض النووي داخل الكروموسومات، وتنتقل البيانات الجينية من الأب والام إلى الجنين أثناء تلقيح البويضة بالحيوان المنوي وحدوث الحمل.
طرق انتقال الـ DNA من الأم إلى الجنين
تنتقل المعلومات الوراثية من الأب والام إلى الطفل. وأثناء انتقال البيانات الوراثية من الأب إلى الجنين تلعب خلية الحيوانات المنوية فقط دورًا؛ أما الام فبالإضافة إلى توفير البويضة من اجل تكوين الجنين ونموه، فإنّ الرحم أيضًا يكرس نفسه من اجل حفظه ويوفر البيئة اللازمة لنموه وتطوره. في الحالة التي لا تكون فيها المتبرعة بالبويضات هي نفسها صاحبة الرحم (مثل الحمل بطريقة تأجير الرحم) فمن الممكن أن تؤثر ثلاث عمليات على نقل الحمض النووي.
- الانتقال التناسلي
- الانتقال ذو اتجاهين
- الانتقال البيئي
/56_1757144959_large.webp)
الانتقال التناسلي
في الانتقال التناسلي للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين إلى الطفل، تنتقل المعلومات الوراثية فقط على أساس الجينات الموجودة في الخلايا المخصبة، ولا يؤثر مكان نمو الجنين على هذا الانتقال (رحم الأم أو الام الحاضنة) لذا إذا كانت الام الحقيقية هي صاحبة البويضة عندها ستصل المعلومات الوراثية الخاصة بها غإلى الجنين ولن يصله أي جين وراثي من الام البديلة. لكن إذا كانت الام الحاضنة هي المتبرعة بالبويضة أيضًا، عندها ستكون نصف المعلومات الوراثية التي سيستقبلها الجنين منها هي.
الانتقال ذو الاتجاهين
في انتقال الحمض النووي ذو الاتجاهين بين الام والجنين، سيكون هناك احتمالية انتقال خلايا قليلة جدًا من الأم إلى الجنين او العكس. تنتقل هذه الخلايا عن طريق المشيمة في أغلب الاحيان والتي قد تظل في جسم الطفل لسنوات بعد ولادته دون أن تظهر في حال دخولها إلى أنسجته. وبناءً على ذلك، قد تصل إلى الجنين أحيانًا خلايا جنينية من الام البديلة خلال فترة الحمل، لكنّ عددها لا يُذكر ولا يؤثر على مظهره.
الانتقال البيئي
في حالة الانتقال البيئي للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، ففي الواقع لا يوجد انتقال للحمض النووي بل تتسبب الآثار البيئية فقط بتنشيط بعض جينات الحمض النووي أو تعطيل البعض الآخر منها. وقد ينتج هذا التأثير عن نمط حياة الأم الحاضنة، النظام الغذائي المتّبع خلال فترة الحمل، الأمراض الخاصة والأدوية التي تتناولها. كذلك، قد تتسبب التقلبات الهرمونية مع تغير مستويات الهرمونات لدى الجنين بتنشيط بعض جيناته المعطّلة.
تأثير الأم البديلة على الحمض النووي للجنين
تعدّ ظروف رحم الام الحاضنة العامل الأساسي المؤثر على الطفل. وعلى الرغم من عدم تأثير عوامل مثل شكل الرحم، معدل كمية الدم المتدفق إلى الرحم، مستوى الهرمونات، الطعام المستهلك وغيرها على تسلسل الـ DNA للجنين؛ لكن هناك دور كبير لحالة الجهاز المناعي للأم المتبرعة في هذه المجال. في بعض الاحيان، يتسبب عدم توافق الجهاز المناعي للأم البديلة والطفل في قمع بعض المسارات البيولوجية وإبقاء بعض الجينات معطلة؛ في حين أنّ توافق الأجهزة المناعية يمكن أن يساعد في تفعيل مجموعة أخرى من الجينات.
/51_1757144131_large.webp)
هل ينتقل mtDNA من الأم البديلة إلى الجنين؟
يعد الحمض النووي للميتوكوندريا mtDNA المعروف بحواء الميتوكوندرية، نوع آخر من الحمض النووي الذي يتم العثور عليه فقط في الميتوكوندريا (الخلايا التي توفر الطاقة للجسم). ويصل هذا النوع من المعلومات الوراثية إلى الجنين عن طريق البويضة فقط. وبناء على هذا فإنّ وجوده في جسم الجنين يرتبط بهل البويضة الملقحة تعود للأم الحقيقة أو البديلة.
هل ينتقل RNA من الام الحاضنة إلى الطفل؟
يعدّ الحمض النووي الريبوزي RNA جزيء آخر في انتقال المعلومات الوراثية ويساعد في بناء البروتينات احادية السلسلة. وكحال خلايا الـ DNA تنتقل خلايا RNA عن طريق بويضة الام إلى الجنين؛ أما في حالة الانتقال ذو اتجاهين فمن الممكن أن تنتقل كمية قليلة جدًا من هذه الخلايا فلا تترك أثرًا يُذكر على هوية الجنين الجينية. لذا تؤثر الدورة الدموية الجنينية في انتقال هذا العامل إلى حدٍّ ما.
/54_1757144000_large.webp)
الخاتمة
في الحالات التي يتم فيها التبرع بالبويضات والحيوانات المنوية من الأبوين البيولوجيين، لا ينتقل الحمض النووي من الأم الحاضنة إلى الجنين لعدم وجود ارتباط وراثي بينها وبينه. أما في حال وجود عوامل مثل بيئة الرحم وانتقال الدم من الأم البديلة إلى الجنين عن طريق المشيمة، فقد تنتقل كمية قليلة من الجزيئات الوراثية أو تؤدي إلى تنشيط أو تعطيل بعض الجينات لدى الجنين. ومع هذا يعتبر معدل هذه التبادلات الجينية ضئيل جدًا وبهذا لن يرث الجنين أي تسلسلات للحمض النووي من الأم الحاضنة إطلاقًا.
للحصول علی أي استشارة حول تأجير الرحم اتصل بنا
الأسئلة المتداولة
1.هل تنقل الأم البديلة الامراض الوراثية للجنين؟
كلا، فبما انّ الامراض الوراثية منشأها وراثي وفي حالة الرحم بطريقة تأجير الرحم لا ينتقل الـ DNA من الام الحاضنة إلى الجنين، لذا لن يرث الجنين أية أمراض وراثية محتملة عند الأم الثانية.
2.هل يتسبب الرحم البديل بحدوث طفرة جينية عند الجنين؟
تعد طريقة الحمل بالرحم البديل آمنة وفعالة للإنجاب للكثير من الأزواج العقيمين وحتى من لديهم القدرة على الإنجاب، ولا تشكل أي خطر على الحمض النووي أو تسبب طفرة جينية لدى الطفل.
3.هل تنتقل الخصائص النفسية عن طريق الـ DNA؟
أجل، يرتبط جزء مهم من الخصائص النفسية والشخصية لكل شخص بحمضه النووي. لكن الكثير من السمات النفسية تنتج أيضًا عن بيئة النمو. لذا يمكن لظروف الأم البديلة أن تؤثر أيضًا على هذا العامل طوال فترة الحمل.
لم يتم تسجيل تعليق
اترك تعليقا