أعراض الحمل: كيف أعرف علامات الحمل المبكرة؟

لحظة الأمومة هي من اللحظات الممتعة والحلوة التي يمكن أن تحدث في حياة كل مرأة، حيث ينتظر العديد من النساء بعد الزواج بفارغ الصبر هذه التجربة الفريدة التي لا يمكن وصفها حقاً؛ فلذلك تسأل المرأة دائماً بعد محاولة الحمل، عن علامات تدلّ على أنها حامل أم لا. فإذا كنتِ تريدين أن تعرفي ما هي علامات الحمل، وكيف يمكن التأكّد من حدوثه دون الخضوع لاختبارات الحمل، فلا تفوّتي هذه المدونة واقرأيها حتى النهاية، لأننا نريد أن نقدّم لكِ أعراض الحمل المبكرة مما يساعدك في معرفة ما إذا كنتِ حاملاً أم لا.

متى يبدأ أول أعراض الحمل؟

يبدأ العديد من التغيّرات الهرمونية والجسدية بعد حدوث الحمل، ممّا يؤدّي إلى ظهور علامات تعاني منها المرأة خلال حملها ولكن تختلف هذه الأعراض بين النساء في شدّتها وحدوثها، كما يمكن أن تختلف لدى المرأة نفسها بين حمل وآخر.

نظراً لأن أعراض الحمل المبكّرة تشبه علامات اقتراب الدورة الشهرية إلى حدّ كبير، فلذلك لا يمكن اعتبارها مؤشراً مؤكّداً لحدوث الحمل إذ يمكن أن تكون هذه الأعراض ناتجة عن عوامل أخرى غير الحمل أحياناً. كما يجب الانتباه إلى أنه تختلف فترة ظهور علامات الحمل من امرأة إلى أخرى، حيث تلاحظ بعض النساء أعراض الحمل في وقت مبكّر جداً، وذلك بعد أسبوع من حدوث الحمل عندما تنغرس البويضة في جدار الرحم، بينما لا تلاحظ الأخريات ظهور هذه الأعراض إلا بعد استمرار الحمل لبضعة أشهر.

وتجدر الإشارة إلى أن غياب الدورة الشهرية يعدّ عادة أول علامة تدلّ على حدوث الحمل وذلك في حالٍ تكون الدورة الشهرية منتظمة وإلّا يكون هذا العَرَض مضلِّلاً. إذن، إن أفضل الطرق للتأكّد من حدوث الحمل هو إجراء فحوصات الحمل المخبرية مثل بعض التحاليل أو التصوير بالموجات فوق الصوتية؛

ما هي أبكر علامات الحمل؟

يتم احتساب فترة الحمل من اليوم الأول من الدورة الشهرية الأخيرة يعني عندما ليست المرأة حاملاً بعد، ولم يتم تخصيب البويضة، ولكن بدأ الجسم للتحضير للحمل. كما قلنا في ما سبق، قد تظهر أعراض الحمل لدى بعض النساء في الأسبوع الأول بعد انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، وذلك بعد 6 إلى 7 أيام من التلقيح. فيما يلي بيان بعض العلامات والأعراض التي قد تشعر بها المرأة في الأسابيع الأولى من الحمل، مع التذكير بأنه ليس من الضروري ظهور علامات الحمل كلها لدى المرأة أو حتي أيّ منها، وهي:

• تأخّر أو غياب الدورة الشهرية
• نزف الانغراس
• إفرازات المهبل
• ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية
• تغيّرات الثدي
• الشعور بالتعب والإعياء
• الشعور بالألم في منطقة البطن والظهر
• الغثيان مع القيء أو بدونه
• الدوار والإغماء
• الوحام
• تغيّر المزاج وتقلّبه
• تقلّصات وتشنّجات
• كثرة التبول

تأخّر أو غياب الدورة الشهرية

يعدّ غياب الدورة الشهرية من أهم علامات الحمل المبكّرة، ولكن لا يمكن اعتباره علامة مؤكّدة لحدوث الحمل، لأنه هناك أسباب أخرى غير الحمل تؤدّي إلى انقطاع الطمث مثل الاضطرابات النفسية، والاضطرابات الهرمونية، وتغيّرات البيئة، وما إلى ذلك.

نزف الانغراس

يظهر لدى بعض النساء في الأسبوع الأول من الحمل نزول بقع دموية، وهو كمية صغيرة من النزيف المهبلي، والذي يحدث بعد زرع البويضة الملقحة في بطانة الرحم وهو أمر طبيعي جداً.

إفرازات المهبل

لقد يعاني العديد من النساء من إفرازات مهبلية أثناء الحمل، والتي تحدث نتيجة زيادة الهرمونات وتدفّق الدم في المهبل، كما تزداد هذه الإفرازات طوال فترة الحمل لمنع الالتهابات من خلال تليين عنق الرحم وجدران المهبل.

ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية

ترتفع درجة حرارة جسم المرأة ارتفاعاً طفيفاً عند الإباضة وتبقى على هذا النحو حتى نزول الدورة الشهرية التالية، وقد يصبح ذلك مؤشّراً للمحل في حالٍ ظلت درجة الحرارة مرتفعة لأكثر من أسبوعين.

تغيّرات الثدي

تشعر المرأة في الأسبوع الأول من الحمل بتورم أو وخز في ثدييها كما تشعر ببعض الألم عند لمس الثدي، بالإضافة إلى أنه تظهر علامات في المنطقة المحيطة بالحلمة حيث يصبح لونها أغمق، وتظهر فيها حبوب بيضاء صغيرة جداً، مما يكبر طوال فترة الحمل، كما يمكن نزول إفرازات من منطقة الحلمة وذلك من أجل تهيئة الثديين للرضاعة.

الشعور بالتعب والإعياء

قد تشعر النساء الحوامل بمزيد من التعب والإرهاق بعد الأسبوع الأول من التلقيح، ويعود ذلك إلى أن جسم الحامل يضخّ كمية أكبر من الدم لإيصال العناصر الغذائية إلى الجنين، بالإضافة إلى أنه ينتج كمية كبيرة من البروجسترون، وهو هرمون يلعب دوراً أساسياً في استمرار الحمل كما يحفز نمو الغدد المنتجة للحليب في أثداء الحامل.

الشعور بالألم في منطقة البطن والظهر

تشعر المرأة الحامل ببعض الآلام في أسفل البطن والظهر، وتكون هذه الآلام شبيهة بآلام الدورة الشهرية ولكن في غير موعدها.

الغثيان مع القيء أو بدونه

لقد يعاني أغلب النساء في الفترة الأولى من الحمل من الغثيان وهو من أهمّ أعراض الحمل المبكّرة حيث يحدث غالباً في الصباح ومن الممكن أن يكون نتيجة التغيّرات الهرمونية.

الدوار والإغماء

من الممكن أن يحدث الدوار والإغماء لدى الحامل نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم وكذلك اتساع الأوعية الدموية التي تسبّب في انخفاض ضغط الدم.

الوحام

وهو عبارة عن رغبة المرأة الحامل في تناول بعض الأطعمة ونفورها من أنواع أخرى؛ حيث إنه يحدث بسبب الاضطرابات الهرمونية في الجسم، ويعدّ من الأعراض المبكرة الشائعة للحمل، ومن الممكن أن يستمر طوال فترة الحمل.

تغيّر المزاج وتقلّبه

قد تحدث أثناء الحمل تقلّبات المزاج، حيث تشعر المرأة بمشاعر مختلطة بين الاكتئاب والانفعال، والقلق والفرح، وذلك بسبب التغّيرات الهرمونية المرافقة للحمل.

تقلّصات وتشنّجات

قد تحدث في المراحل المبكّرة من الحمل تقلّصات أو تشنّجات، والسبب في حدوثها يعزى إلى التصاق البويضة الملقّحة في بطانة الرحم، ومن الضروري مراجعة الطبيب في حال تشعر المرأة بألم شديد ناجم عن تقلّصات البطن وتشنّجاته أو إذا كانت التشنّجات هذه مصحوبة بنزيف حاد أو يرافقها أي أعراض مثيرة للقلق.

كثرة التبول

لقد تعاني الحامل من كثرة التبول خلال الأسابيع الأولى من الحمل بسبب إفراز هرمون الحمل أي هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية، وهو هرمون يزيد تدفّق الدم في منطقة الحوض، وبالتالي يؤدّي إلى زيادة التبول بشكل أكثر من المعتاد.

أعراض أخرى:

• الحساسية تجاه الروائح
• الانتفاخ في البطن أوالغازات
• الشعور بطعم معدني في الفم
• الإصابة بالإسهال أو الإمساك

هل تختلف أعراض الحمل بتوأم عن أعراض الحمل بطفل واحد؟

لا تختلف علامات الحمل بتوأم كثيراً عن علامات الحمل بطفل واحد، مع أن العديد من الأمهات أبلغن عن تزايد حدة هذه الأعراض في حالة الحمل بأكثر من طفل؛إضافة إلى أن علامات الحمل بتوأم تبدأ عادة في وقت أبكر وتستمرّ لفترة أطول بالنسبة إلى الحمل بطفل واحد؛ كما يجدر القول أن النساء الحوامل بتوأم يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل، وتسمّم الحمل كما أن التبقّع والولادة القيصرية تكون أكثر شيوعاً في حالة الحمل بتوأم بالمقارنة مع الحمل بواحد.

ما هو الفرق بين علامات الحمل وعلامات الدورة الشهرية؟

قبل فترة الحيض، تشعر المرأة ببعض الاضطرابات النفسيّة والجسديّة المشابهة بشكلٍ كبير لأعراض الحمل المبكرة. تشمل هذه الأعراض آلام الثدي والشعور بالتعب والإرهاق والتغيرات المزاجية وما إلى ذلك. 

لذلك، يختلط الأمر على كثيرٍ من السيدات المتزوّجات اللاتي ينتظرن الحمل، ولا يستطعن التمييز بين الحالتين، حيث تظنّ المرأة بأنّها حامل، ثمّ تتفاجئ بأن دورتها الشهرية قد بدأت. أمّا في ما يتعلّق بالفرق بين علامات الحمل المبكّرة والأعراض التي تحدث قبل الدورة الشهرية، فيمكن القول بأن الفرق الأساسي بينهما هو المدة الزمنية، فأعراض الدورة الشهرية تظهر قبل أسبوع أو 10 أيام من نزول الدورة وتنتهي مع بداية الدورة أو بعد انتهائها، بينما تستمر أعراض الحمل لمدة أطول وقد تمتد طوال فترة الحمل.

ما هو أفضل وقت لإجراء اختبار الحمل؟

يكون إجراء اختبارات الحمل أمراً مثيراً للقلق (أو أمراً يدعو القلق) بالنسبة للعديد من السيدات، ويعود السبب أحياناً إلى رغبتهن في الحمل أو عدم رغبتهن؛ على أي حال، من الضروري إجراء اختبار الحمل في الوقت المناسب للحصول على أدق النتائج.

تعمل اختبارات الحمل على قياس كمية هرمون معين في البول أو الدم، و هو هرمون يسمّى موجهة الغدد التناسلية المشيمائية (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin hormone) والذي يُعرف أيضاً بهرمون الحمل.

لأنه يبدأ إفراز هذا الهرمون بعد انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويتضاعف كل يومين إلى ثلاثة أيام. من الممكن إجراء اختبار الحمل بمجرد غياب الدورة الشهرية، لكن الأطباء يوصي بالانتظار حتى تأخّر الدورة الشهرية بأسبوع أو أسبوعين، لأن النتائج تكون أكثر دقة بعد تأخّر الحيض، وذلك لكي لا ننخدع بالنتائج السلبية التي تظهر نتيجة الاختبار المبكر جداً. كما تجدر الإشارة إلى أنه يمكن للسيدات التي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية، إجراء تحليل الحمل بعد أسبوع أو أسبوعين، والأفضل بعد 3 أسابيع من العلاقة الجنسية لإعطاء الجسم فرصة لرفع هرمون الحمل.

أما أفضل وقت لإجراء تحليل الحمل المنزلي في ساعات اليوم هو الصباح الباكر فور استيقاظ السيدة عندما يكون البول أكثر تركيزاً.

ما هي الرعايات التي يجب القيام بها بعد اختبار الحمل الإيجابي؟

بمجرد أن تعرفي أنك حامل، فمن الضروري الالتزام بالرعايات الطبية التالية:

• إجراء اختبار الدم للحمل للتأكّد من أنك حامل، لأنه أكثر دقة من اختبارات البول.
• زيارة طبيبك المختص لمراجعة تاريخك الطبي الكامل، ومناقشة أي مشكلات صحية تكون لديك مما يؤثّر على حملك، بالإضافة إلى إجراء فحص عام، وفحص الحوض، وبدء اختبارات ما قبل الولادة.
• اتباع النظام الغذائي الصحي، والذي يحتوي على كميات كافية من الفواكه، والخضروات، والبروتين، والحبوب الكاملة بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بحمض الفوليك أو مكملات حمض الفوليك.
• تناول الفيتامينات الضرورية ما قبل الولادة مثل الحديد، وحمض الفوليك، والكالسيوم، وفيتامينD وما إلى ذلك.
• تجنّب شرب الكحوليات والتدخين للحدّ من انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، وتشوّهات خلقية، وأي مشاكل أخرى.
• ممارسة التمارين الرياضية منخفضة التأثير مثل المشي، واليوغا، والسباحة إذا وافق عليه الطبيب.

ما هي أعراض الحمل خارج الرحم؟

يبدأ الحمل عندما تنغرس البويضة المخصّبة في بطانة الرحم، ولكن إذا كانت هذه البويضة تلتصق بقناة فالوب، أو عنق الرحم، أو المبيض، أو تجويف البطن، بدلاً من الرحم، يحدث الحمل خارج الرحم أو الحمل المنتبذ، والذي يُعرف أيضاً بالحمل البوقي؛ وبما أن قناة فالوب لا يمكنها أن تتمدّد مثل الرحم، فقد يتسبّب نموّ الحمل في تمزّق قناة فالوب، وبالتالي يؤدّي إلى نزيف داخلي كبير ويهدّد حياة الأم.

عادة ما يتم اكتشاف الحمل خارج الرحم من خلال فحوص الحمل الروتينية لأنه لا يسبّب في أي أعراض ملحوظة؛ ومع ذلك تظهر لدى معظم النساء بعض الأعراض والعلامات بين الأسبوع الرابع والأسبوع الثاني عشر من الحمل، والتي تكون مشابهة لأعراض الحمل التقليدية، منها:

• الغثيان والتقيؤ
• ألم الثدي
• كثرة التبول
• التعب والأرهاق

إضافة إلى ذلك، قد تعاني المرأة من الأعراض التحذيرية الأخرى مع بداية نموّ الحمل خارج الرحم، وهي:

• ألم أسفل الظهر
• انخفاض ضغط الدم
• الدوار والإغماء
• نزيف مهبلي شديد أو خفيف
• الشعور بألم شديد عند التبول أو التبرز
• الشعور بالضغط في منطقة المستقيم
• اضطرابات هضمية مثل الإسهال

انقر للمزید: کیف اعرف أعراض الحمل خارج الرحم؟

خُذي بعين الاعتبار متابعة طبيبك بمجرد الحصول على نتيجة إيجابية لاختبار الحمل للتأكّد من أن حملك طبيعي وسليم، وأن الأمور تسير على ما يرام؛ ومع ذلك اتّصلي بطبيبك على الفور في حالة ملاحظة أي من هذه الأعراض منعاً من التعرّض لمضاعفات خطيرة ناتجة عن الحمل خارج الرحم، مما يهدّد حياتك وصحتك.

ما هو الحمل اللاجنيني؟

يحدث الحمل اللاجنيني أو ما يُعرف أيضاً بكيس الحمل الفارغ، عندما يتم زرع البويضة المخصبة في جدار الرحم، لكنها لا تتطوّر إلى جنين، وهو من العوامل الرئيسية لإسقاط الحمل في مراحله المبكّرة، حيث يعدّ السبب الرئيسي لحوالي خمسين بالمئة من الإسقاطات في الأشهر الأولى من الحمل.

كما تجدر الإشارة بأنّه عند حدوث الحمل، تلتصق البويضة الملقحة بجدار الرحم، ثم تنمو حتى تتطوّر إلى الجنين، وذلك بعد حوالي خمسة أسابيع على تخصيب البويضة. في هذه الأثناء، يتكوّن كيس الحمل والذي يبلغ حجمه حوالي 18 ملم ويتكوّن الجنين بداخله. 

أمّا في حالة حدوث الحمل اللاجنيني، فيكون كيس الحمل فارغاً، ومع ذلك يستمرّ بالنمو دون وجود جنينٍ فيه. وعلى الرغم من عدم وجود الجنين، يستمرّ هرمون الحمل بالارتفاع بسبب إفرازه من المشيمة، ولهذا السبب تعتقد المرأة المصابة بالحمل اللاجنيني أن حملها طبيعياً. تيعتبر التصوير بالموجات فوق الصوتية أفضل الطرق لتشخيص هذا النوع من الحمل، لأنها تصور كيس الحمل وتساعد على معرفة ما إذا كان الكيس يحتوي على جنينٍ أم لا.

يحدث الحمل اللاجنيني عادة لأسباب جينية أو لوجود خلل في الكوموسومات أو من أجل ضعف الحيوان المنوي، و تتعرّض له حوالي 20% من النساء مرة واحدة على الأقل طوال حياتهن.