تجميد الاجنة لحفظ فرص الحمل في المستقبل
علاج العقمُيُعتبر تجميد الأجنّة من التقنيّات المعتمدة بشكلٍ كبير أثناء القيام بعمليات اطفال الانابيب IVF أو الحقن المجهري (ICSI). تُعتمد هذه الطريقة من أجل المساعدة على الإنجاب للأزواج الذين يعانون من مشاكل العقم وحتى الأزواج السليمين الذين يرغبون بتأجيل الحمل للمستقبل.
يتمّ تجميد الأجنّة على مرحلتين، أولًا التجميد وثم حفظ الأجنّة في مختبرات ومراكز خاصة. تهدف هذه الطريقة إلى توفير فرص الحمل في المستقبل من خلال ترجيع الأجنّة المجمّدة إلى رحم الزوجة عند رغبة الزوجين بذلك. ونظرًا لأنّ الأجنّة تتفاوت في ما بينها من ناحية الجودة وفرص الانغراس في الرحم وحدوث الحمل، يتمّ عادةً تجميد عدد كافي من الأجنّة ذات الجودة الأفضل. سنتحدث في هذه المقالة حول الأسباب الدافعة لتجميد الاجنّة وخطواتها، إضافةً إلى فوائد ومضاعفات هذه التقنية.
ما هو تجميد الأجنة؟
تعدّ عملية تجميد الأجنة من الخطوات المعتمدة للتقنيات المساعدة على الإنجاب، بحيث تشمل مرحلة تجميد الجنين ومرحلة حفظه. يتم إجراؤها أثناء الخضوع لعمليات اطفال الانابيب IVF أو الحقن المجهري ICSI من أجل توفير إمكانية الحمل في المستقبل.
بعبارةٍ أخرى، يسمح حفظ الاجنة بالتجميد للأزواج بادخار الأجنة المجمدة لاستخدامها في المستقبل. كما يمكن للسيدات أيضًا القيام بتجميد البويضات التي لم تُلقح. يعدّ تجميد الاجنّة طريقة فعالة جداً، إذ يتم حفظ الأجنة الجيدة في درجة حرارة منخفضة جداً ( 196-درجة سانتيغراد) في بيئة خاصة.
يمكن تجميد جنين واحد أو أكثر ومن ثم إذابتها وقت الاستخدام. وبالطبع لا تتمتّع جميع الأجنّة المجمدة بنفس الجودة، وبالتالي فاحتمالات بقائها وحصول الحمل ليست حتمية. لذلك، يُنصح بتجميد عدد أكبر من الأجنّة ذات الجودة العالية من أجل رفع فرص حصول الحمل في المستقبل.
10 اسباب رئيسية لتجميد الأجنة
هناك عدة أسباب وعوامل تدفع الأزواج للجوء إلى تجميد الأجنة، وتشمل ما يلي:
- انخفاض معدل هرمون AMH وانخفاض احتياطي المبيض عند المرأة
- رغبة الزوجين بتأجيل الإنجاب للمستقبل
- فشل عملية طفل الانبوب IVF لدى بعض الأزواج
- إصابة السيدة بالسرطان وتناول بعض الأدوية الخاصة أو الخضوع للعلاج الكيميائي والشعاعي
- رغبة الأزواج بالتبرع بالأجنة الزائدة الناتجة عن دورة IVF وعدم رغبتهم بتكرار هذا العلاج في المستقبل
- تجنّبًا لخطر تحفيز المبايض بشكلٍ متكرّر بعد الخضوع لعملية طفل الأنبوب، ونصيحة الطبيب بإجراء عملية نقل الجنين في وقت آخر
- وضع بطانة الرحم غير المناسب لنقل الجنين، وضرورة الانتظار ريثما يصبح الرحم في وضعٍ مناسب لنقل الأجنّة
- توفير فرص الحمل للمرأة التي تعاني من بطانة الرحم المهاجرة قبل العلاج بالجراحة
- حالة الرحم غير المناسبة لانغراس الجنين مثل الالتصاقات الشديدة داخل الرحم والحاجة إلى الاستعانة بالرحم المؤجر
مراحل تجميد الاجنة
تشمل عملية تجميد الاجنة وحفظها عدة مراحل مهمة، ويجب أن تتم كل واحدة منها بشكل صحيح. تشمل مراحل الحصول على الأجنة المجمّدة ما يلي:
- تحفيز المبايض من أجل حدوث الإباضة
- عمليّة سحب البويضات
- التخصيب المخبري
- تجميد الجنين
- إذابة الجنين ونقله إلى الرحم
تحفيز المبايض لحصول الإباضة
في البداية يتم تحفيز المبايض من خلال تناول الأدوية الهرمونية المحفزة للإباضة سواء عن طريق الحقن أو الفم خلال 8 إلى 10 أيام. يتمّ التحقق من نموّ الجريبات المبيضيّة من خلال صورة الموجات فوق الصوتية المهبلية، وعند نموها بالشكل الكافي يتمّ أخذ حقن HCG الهرمونية التفجيرية لإطلاق البويضات الناضجة من المبيضين.
سحب البويضات
تتمّ عمليّة استخراج أو سحب البويضات بالاستعانة بصورة الموجات فوق الصوتية لرؤية البويضات واستخراجها بواسطة إبرة دقيقة. تتمّ هذه العملية عادةً تحت التخدير، وليس لها الكثير من المضاعفات.
أخذ عينة من السائل المنوي
أثناء استخراج البويضات من الزوجة، يجب أخذ حيوانات منوية مناسبة من الزوج، ويتم ذلك من خلال أخذ عينة من السائل المنوي ومن ثم فصل الحيوانات المنوية القوية والسليمة.
التخصيب المخبري
يجب تخصيب الحيوان المنوي والبويضة خلال 16 إلى 20 ساعة في بيئةٍ مخبرية، ومن ثم إبقائهم في الحاضنة لمدة 2 إلى 6 أيام بهدف إجراء الفحص لتحديد جودة الأجنّة وتصنيفها إلى درجات. عند وصول الأجنّة لمرحلة الكيسة الأريمية (blastocyst) يمكن الحصول على أجنة جيدة (50% على الأقل عند السيدات تحت سن 35).
تجميد الجنين
هي المرحلة الأساسية أثناء العلاج عن طريق تجميد الأجنة. ويتم استخدام مادة خاصة تسمى CPAS في عملية تجميد الاجنة، إذ من الممكن أن تتضرر الخلايا بسبب وجود كمية كبيرة من الماء فيها بواسطة كريستالات الثلج الحاصلة بعد التجميد. بعد تفريغ ماء هذه الخلايا، يتم تجميد الأجنة بطريقتين، التجميد البطيئ والتجميد السريع.
يتم التجميد البطيئ للأجنة من خلال حقن الجنين بمادة CPAS في غضون 10 إلى 20 دقيقة، ثمّ تنخفض درجة الحرارة ببطء خلال ساعتين. بعد ذلك، يتم حفظ الجنين في النيتروجين السائل بحرارة 196 سيلسيوز تحت الصفر. على الرغم بأنّ هذه الطريقة تمنع تضرر وشيخوخة الخلايا الجنينية، لكنها مكلفة جداً وتستغرق وقتاً طويلاً.
أما التجميد السريع للأجنّة (التزجيج)، فيتم من خلال نقل الجنين بعد وضعه إلى جانب مادة CPAS ووضعه مباشرة في النيتروجين السائل.
إذابة التجميد وترجيع الأجنّة
عندما يتخذ الزوجان القرار بالإنجاب، يتم إخراج عدد مناسب من الأجنة من حالة التجميد ومن ثم يتم تحضير جسم المرأة للحمل، ثمّ ترجيع الأجنّة إلى رحمها في الوقت المناسب من أجل انغراسها وحصول الحمل.
عند خضوع المرأة لعمليّة طفل الانبوب أو الحقن المجهري، يتم تحفيز التبويض لديها واستخراج عدد من البويضات ثم تخصيبها مخبريًّا. بعد التخصيب يتمّ نقل عدد من الأجنّة إلى رحم المرأة، ويتم تجميد بقية الأجنة من أجل استخدامها لاحقًا. في حال فشل عملية طفل الانبوب وعدم حدوث الحمل، يمكن استخدام الأجنة المجمدة وتكرار العلاج بتكلفة أقل دون الحاجة لأخذ الأدوية وإجراء عملية سحب البويضات مجدداً. كما يساهم تجميد الاجنة في الوقاية من حدوث اضطرابات وراثية التي تزداد احتمالات حدوثها مع التقدم في السن.
ما المقصود بدرجة الجنين المجمد؟
بعد القيام يتخصيب بويضات المرأة بالحيوانات المنوية للزوج ووضعها في بيئة مخبريّة، تتكوّن الأجنّة في غضون أيّأم. بعد تكوين الأجنّة، يتمّ تصنيفها إلى درجات. يتمّ تصنيف جودة الأجنّة في اليوم الثالث أو الخامس بعد التخصيب بحسب انقسام الخلايا فيه وجودة الخلايا التي تشكّلت. بعد ذلك، يتمّ تجميد الأجنّة ذات الجودة العالية من أجل استخدامها لاحقًا عند الحاجة.
فوائد تجميد الأجنة
يمكن الإشارة المزايا التالية لتجميد الاجنّة:
- رفع فرص الإنجاب خاصة لدى الأشخاص الذين واجهوا فشلًا متكررًا في عملية طفل الأنبوب والحقن المجهري، أو النساء اللواتي يعانين من مضاعفات تحفيز المبيض
- عدم الحاجة لتكرار تحفيز التبويض لسحب البويضات أثناء تكرار العلاج، وبالنتيجة انخفاض تكاليف العلاج والحدّ من أعراض الأدوية الهرمونية المحفزة للإباضة
- تخفيف الضغط النفسي والجسدي عن الزوجة نتيجةً لحذف مرحلة سحب البويضات
- سهولة نقل الحنين المجمد بسبب عدم الحاجة إلى العملية والأدوية المعقدة
- إمكانية تشخيص الأمراض والاضطرابات الجينية قبل عملية ترجيع الأجنّة إلى الرحم
- إمكانية تحديد واختيار نوع الجنين قبل النقل إلى الرحم من خلال اختبار PGD أو PGS
- تمكّن الطبيب من اختيار أجنة بأفضل جودة والتقليل من خطر حدوث الإجهاض
- انخفاض خطورة ارتفاع معدل الإستروجين عند الأم بسبب وجود فاصل زمني بين عملية سحب البويضات ونقل الجنين
أيهما أفضل، تقييم درجة الجنين في اليوم الثالث أم الخامس؟
في اليوم الثالث بعد التخصيب، لا يزال الجنين في مرحلة انقسام الخلايا، وعلى الرغم من مرور عدّة مراحل لانقسام خلايا الجنين حتى اليوم الثالث، إلّا أنّه لا يزال بحجم البويضة. في هذه المرحلة، يتمّ التحقق من عدد الخلايا والشكل الظاهري لها. ينبغي أن يصل عدد خلايا الجنين في هذه المرحلة إلى ما بين 6 إلى 10 خلايا.
أما في اليوم الخامس، فيصل الجنين إلى مرحلة الكيسة الأريمية (blastocyst)، وتكون انقسامات خلاياه قد وصلت لمراحل أكثر اكتمالاً. في هذه المرحلة، يتألف الجنين من مجموعتين من الخلايا، إحداها تسمى كتلة الخلايا الداخلية (ICM) التي تتحول إلى جنين، والمجموعة الثانية تُسمّى الظهارة الجنينية (TE) وتتحول إلى مشيمة. يمكن التحقق وفحص معدل توسع الكيسة الأريمية وأيضاً جودة ICM و TE لتقييم درجة الجنين ذو الخمسة أيام.
مخاطر وضاعفات تجميد الجنين
يمكن ذكر ما يلي من ضمن الأعراض والمخاطر المحتملة لعلاج العقم عن طريق الاجنّة المجمّدة:
- النزيف أو ألم البطن أثناء سحب البويضات
- تحفيز المبايض الزائد عن الحد أو تغير في الإفرازات المهبلية بسبب تناول بعض الأدوية
- زيادة خطر الحمل بالتوائم
- الشعور بالتقلصات أو الانتفاخ في البطن
- حدوث العدوى
- الشعور بالامتلاء غير المبرر
أيهما أفضل تجميد الجنين أم تجميد البويضات؟
هناك عيوب ومزايا لكلا الطريقتين، فأثناء حفظ وتجميد الجنين يمكن التأكد من سلامة النطفة بعد تشكلها. وهنا تجدر الإشارة بأنّ الاستفادة من تقنيّة تجميد الأجنّة في إيران مسموحة فقط للمتزوجين. ومن ناحية أخرى في حال انفصال الزوجين وعدم رغبتهما بالحصول على طفل من الزوج السابق، لا يتم استخدام الجنين المجمد.
أما بالنسبة لتجميد البويضات، فيمكن الاستفادة من هذه التقنيّة حتى لدى الفتيات غير المتزوجات. بهذا، يمكن إخراج البويضة المجمدة من حالة التجميد بعد الزواج وتخصيبها بالحيوان المنوي للزوج. من جهة أخرى، لا يمكن اكتشاف مدى جودة البويضة قبل تخصيبها وتشكل الجنين، لذلك قد تكون البويضات المجمدة ذات جودة منخفضة. لذا يتعلق أمر اختيار أفضل طريقة بين تجميد البويضات أو تجميد الأجنة بظروف الأزواج أنفسهم.
تكلفة تجميد الأجنة
تختلف تكلفة طرق علاج تجميد الجنين بين العيادات أو المراكز الخاصة وبين المراكز الحكومية، وغالباً ما تشمل قسمين رئيسيين "العلاج الهرموني" و"حفظ الاجنة المجمدة". في الواقع، تكون أغلب التكلفة في مرحلة تحفيز المبايض وسحب البويضات، لكن يقوم صاحب العلاقة بدفع مبلغ شخصي سنوياً أيضاً بهدف حفظ الأجنة المجمدة في بنك الأجنة.
عامةً، تختلف تكلفة تجميد الجنين بحسب الحالة وعدد الأجنة، وقد بلغت حوالي 8 مليون تومان في إيران (تقريباً 200 دولار) سنة 2023. لذا عليكم سؤال العيادة المعنية بالأمر عن التكلفة الدقيقة لتجميد الأجنة قبل الإقدام على العلاج.
كلمة اخيرة حول الاجنة المجمدة
تعدّ مشكلة العقم من ضمن أبرز المشكلات التي يواجهها الكثير من الأزواج في يومنا الحالي، والتي عانى منها الكثير من الأزواج الشباب منذ فترة طويلة. لكن لحسن الحظ، أصبحت علاجات العقم في يومنا هذا متوفرة ومتنوعة بفضل التطور الطبي الكبير في هذا المجال.
لقد تحدثنا في هذا المقال عن تقنيّة تجميد الأجنّة كإحدى أهم الطرق العلاجية والوقائية من بعض المشاكل المرتبطة بالعقم. وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة القيام بهذا العلاج على أيدي أفضل وأشهر الاطباء في هذا المجال. فمرحلة نقل وزراعة الجنين المجمد هي من أكثر المراحل حساسية وتحتاج للکثیر من الخبرة والدقة، لذا يجب الإقدام على هذه الخطوة على يد طبيب موثوق وذو خبرة عالية في هذا المجال.
الأسئلة المتداولة حول تجميد الأجنة
1) ما هي مدة حفظ الجنين المجمد؟
تشير الدراسات إلى أنّ أطول مدة يمكن للاجنة المجمدة البقاء على قيد الحياة فيها دون فقدان جودتها هي 10 سنوات تقريباً. ومع ذلك يُنصح الزوجين بإجراء عملية نقل الجنين في وقت مبكر في حال توفر الظروف المناسبة لديهم.
2) هل الأجنة المجمدة أفضل لعملية ترجيع الأجنة أم الأجنة الطازجة؟
كما أشرنا سابقاً، يتم نقل الجنين الطازج في الأيام التي تلي عملية سحب البويضات إذ يمكن أن تواجه الأم العديد من المخاطر بسبب العلاج الهرموني وتحفيز المبايض. لذلك حسب تقدير الطبيب ورغبة الزوجين من الأفضل تجميد الجنين في البداية ومن ثم نقله إلى الرحم في الوقت المناسب.
3) ما أهمية سنّ الأم في اختيار الجنين المجمد أو الطازج؟
بصورة عامة، يسبب التقدم في السن انخفاض جودة البويضات، لذا من الأفضل إجراء عملية سحب البويضات وتجميدها تحت سن الـ35. من ناحية أخرى، مع التقدم في السن، تنخفض القدرة الجسدية للمرأة على قضاء فترة الحمل وعندها يكون من الأفضل عدم تأخير خطوة ترجيع الأجنّة والحمل لسنٍ متأخرة.
لم يتم تسجيل تعليق
اترك تعليقا